الأهلي و النخبة- بين الأرقام و تحقيق الحلم المنتظر

المؤلف: ماجد الفهمي09.19.2025
الأهلي و النخبة- بين الأرقام و تحقيق الحلم المنتظر

* صحيح، هذا هو الواقع بعينه، بالرغم من كل التوقعات والإشارات التي تنصب الأهلي بطلاً للدوري الممتاز قبل الوصول إلى المباراة النهائية.. أجل، لم يتجرع الأهلي مرارة الهزيمة في هذه البطولة، بل تغلب ببسالة على جميع أبطال الدوريات في بلدانهم، وانتصر على بطل دوري أبطال آسيا، كما أنه يمتلك أطول سلسلة من المباريات المتتالية دون خسارة، حيث بلغت ١٧ مباراة.

* المحايدون يؤكدون بأن هذه الأرقام تشير بوضوح إلى أن الأهلي هو النادي الأجدر بالتتويج باللقب.. ولكن.. يبقى هناك "لكن" كبيرة تحمل في طياتها الكثير..

* أتذكر جيداً، قبل نهائي دوري أبطال آسيا في عام ٢٠١٢، كان هناك تفاؤل مفرط، بل وصل الأمر إلى الغرور والتباهي من قبل البعض، حتى أنهم قالوا بأنهم ينتظرون مباراة تشيلسي بفارغ الصبر..! ولكن في نهاية المطاف، خسروا كل شيء وتبددت أحلامهم.

* أما الآن، فالوعي والدروس المستفادة كثيرة وعميقة يا جماهير الأهلي.. يجب أن نحكم العقل والمنطق.. ومهما كان خصمك في المباراة النهائية، عليك أن تضع في الحسبان أن البطولة لم تُحسم بعد.. فالفرص متساوية حتى يطلق الحكم صافرة النهاية.

* في مباراة الثلاثاء، قدم الأهلي نموذجاً رائعاً في الروح القتالية والانضباط التكتيكي والمساندة الجماهيرية.. لقد رأيت (محرز) يقدم أداءً مذهلاً لم أشاهده من قبل، وشاهدت فيرمينو متعطشاً للعب ومتحمساً لإثبات ذاته، والجهني كان مثالاً للاعب المخلص الذي يبيض الوجه ويرفع الرأس، ومجرشي يذكرنا بجمال ورونق جازان، أما إييانيز فيجسد الروح الرجولية التي افتقدناها منذ زمن طويل.. ولا يمكنني أن أنسى جهود بقية اللاعبين.

* في مباراة الأهلي والهلال، فرض الملكي سيطرته وهيمنته على الزعيم.. وأجبر جيسوس على التفكير في التقاعد المبكر.. كيف فعلها ماتياس يايسله؟

* الإجابة تكمن فيما نراه أمام أعيننا، هناك انسجام وتناغم كبير داخل غرفة الملابس، هناك كيمياء فريدة تربط بين اللاعبين والمدرب، وهذا ما نلاحظه في تعاملهم وتفاعلهم مع بعضهم البعض.. هذا الانسجام والترابط، بالإضافة إلى الإيمان بالقدرات والثقة بالنفس، وقبل كل شيء مشيئة الله وقدرته، هو ما سيصنع الإنجاز ويحقق البطولة المنشودة.

* النصر تلقى هزيمة قاسية، بينما واجه الأهلي فريق كاواساكي الياباني، الفريق الأكثر تنظيماً والأخطر على منافسيه.. إنه الفريق الهادئ والصامت الذي شق طريقه نحو القمة بثبات وصمت.. وهو يمثل تهديداً حقيقياً لأي خطة تكتيكية مهما كانت محكمة.

* لن يتمكن أحد من إيقاف هذا الفريق إلا بتضافر عدة عوامل.. جمهور يهدر كهدير الأسود ويساند فريقه بكل قوة، ومدرب عبقري يحلل الفريق المنافس بدقة ويدرس نقاط قوته وضعفه ليسجل اسمه بحروف من ذهب في سجلات التاريخ كمدرب عظيم، ولاعبون يتحلون بالشراسة والقوة والإصرار على الفوز.. ولكن هل هذه العوامل كافية؟

* سأقول بكل ثقة: لا.. لأنني أؤمن بعامل آخر أقوى وأعظم من كل العوامل التي ذكرتها.. إنه (جبر الخواطر) من رب العباد لقلوب الأهلاويين التي تقطعت وتألمت على مدار تسع سنوات عجاف.

* المؤسس العظيم للرياضة السعودية أُسقط ظلماً من قبل إدارة مجهولة، ولكن عزيمة جماهيره العظيمة لم تنكسر، بل حضرت وساندت فريقها بكل قوة وإصرار حتى عاد إلى مكانه الطبيعي بين الكبار، فماذا بعد؟

* جبر الله قلوبهم وأوصلهم بقدرته وعزيمته إلى نهائي البطولة الأكبر في القارة.. وعلى الرغم من كل ذلك، فإن الأهلي لم يحقق شيئاً بعد حتى الآن.

* لذلك يا جماهير الأهلي الوفية.. احذروا التخدير والأوهام، احذروا الثقة المفرطة والغرور، احذروا من كل شيء قد يشتت تركيزكم ويقلل من حماسكم.. إلا إيمانكم الراسخ بأن الله سيجبر قلوبكم ويفرحكم بتحقيق لقب النخبة.

فاصلة منقوطة؛

* هل تثقون بكلماتي؟ ومن أنا حتى تثقوا بي؟ ثقوا برب العزة والجلال الذي سيجبر كل قلب أهلاوي مخلص، فإنني ما زلت أرى هذه البطولة بمثابة (بطولة الجبر).

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة